العلاقات العامة والإشهار التجاري لصاحب العلامة التجارية: طرق جديدة للحفاظ على الوﻻء



العلاقات العامة والإشهار التجاري لصاحب العلامة التجارية: طرق جديدة للحفاظ على الوﻻء

14 تموز 2015 |  10:00

إن أكبر ممتلكات الشركات، لها تقلب يومي صعوداً وهبوطاً وكأنها في مصعد. كما أن تحفيز الموظفين والحفاظ على وﻻئهم لم يكن أبداً مصدر اهتمام كبير. ولا تتمحور الأمور جميعها حول المال.

 بقلم اميبل سانتشيز دي والذر

إنه من المستحيل ببساطة زيادة الأداء المؤسساتي من دون وجود الطاقة والخبرة والالتزام لدى   القوة العاملة، حيث يكون استبدال المنتجات بالنسبة للموظفين الموهوبين والعاملين بجد أمراً ليس سهلاً. غالباً هم من يميزون الشركة، وذلك بالدرجة نفسها أو حتى بدرجة أكثر أهمية من الشعار الرائع أو الجملة الدعائية الملفتة للنظر.

وفي النهاية، يبقى الموظفون داخل محور تقديم خدمة الزبائن وضماناًلإحياء قيم  المؤسسة وتحقيق أهدافها، وفي خضمّ تحقيق نمو اﻷعمال أيضاً.

ومن المؤكد أنه في يومنا هذا، الذي تكون فيه السوق العالمية المتنافسة بشكل كبير فائضة بالمنتجات والخدمات، يصبح تحقيق نمو قوي أمراً بعيداً كل البعد عن السهولة، حيث يميل المستهلكون إلى اختيار الجودة والامتياز، وذلك بالمواجهة مع وفرة المعلومات واﻷسعار والعروض المميزة.

قد يتم نقل هذا الوصف الموجه والبسيط إلى حالة المهن، فيقوم الموظفون، وبخاصة جيل الشباب من العمال، الجيل الذي يحمل أفراده أيضاً لقب جيل اﻷلفية، بالبحث عن شركات تشاركهم في معتقداتهم. فإذا وجدوا أي تغييرات أو إعادة هيكلة للعمليات أو أزمات قد تحد من العلاقة الطبيعية التي يشعرون بها اتجاه صاحب العمل، سوف يتجهون إلى المنافسة، وبحوزتهم معرفتهم القيمة.

المكافأة الحقيقية

تقدم الآليات التقليدية التي تنوي التقليل من هذه الهجرة تعويضات مرضية ودفعات إضافية لتحقيق أغراض محددة. على العموم، ها هي ذي العروض المادية والمالية، وإن علاقة هذه الجوانب ليست موضوعاً للنقاش على اعتبار أنها ضرورية عند أخذ المرشحين بعين الاعتبار لمسألة التقدم الوظيفي وعروض العمل الملموسة.

على أية حال، تشير التقارير إلى ظهور عوامل إضافية، وكذلك تلعب ميزات أخرى أساسية دوراً في عملية صنع القرار، وقد تنافس الرواتب وتتجاوز ذلك حتى في أذهان المرشحين. نعم، إنه أكثر من مجرد عامل المال.

في هذا الصدد، يظهر الإشهار التجاري لصاحب العلامة التجارية على أنه استراتيجية تركز على الحفاظ على وﻻء الموظفين من خلال المشاركة، والالتزام القائمين على الدعم والتواصل عبر تطوير المهام. وعلى رأس ذلك فإن الإشهار التجاري لصاحب العلامة التجارية يتضمن على تطابق العلامة التجارية، والقيم، والثقافة المؤسساتية التي تهدف إلى تحويل الشركة إلى المنزل الثاني للموظفين، حيث يشعرون بالراحة والرضا ويتم تقديرهم بشكل كامل.

إن فهم هذه النقطة مسألة هامة. فقد عرفنا عدداً كبيراً من الموظفين ممن كان لهم رواتب يحسدون عليها، حيث استقالوا ببساطة، لأنه لا يتم تقديرهم حسب الأصول من قبل أرباب عملهم. فيمكن وصف أصحاب العمل السيئين كعوامل ضاغطة، ومسيطرة، ومتعنتة، ومعارضة للتغير والاتجاهات الجديدة، وهم لا يشجعون المشاركة وتواصل الند مع الند، ويفرضون آراءهم والمناصب بتسلسل هرمي، عوضا عن مناقشة القضايا والوصول إلى اتفاق. وكل هذا من شأنه خلق مناخ مؤسساتي مزعج.

ومن المؤكد أن موقفاً كهذا يكون غير مرغوب فيه، عندما يتعلق اﻷمر بجذب مواهب جديدة إلى المؤسسة. لكن الوجه اﻵخر للعملة هو وجود فرصة كبيرة في هذه المؤسسات الأكثر انفتاحاً و تقدّماً في التفكير، من خلال طريقة تعاملها مع الموظفين.

يلعب محترفو العلاقات العامة دورا أساسيا في نشر استراتيجية الموارد البشرية التي تجسد نهجاً أكثر انفتاحاً، تلك الاستراتيجية التي تستوعب التفكير وأنماط الحياة الجديدين في القرن الواحد والعشرين.

  الراتب العاطفي

في وقتنا الحاضر، هناك حديث عن ' الراتب العاطفي '، حيث يتم، بشكل متزايد، تخصيص سلسلة من الإجراءات التي تبرز المنافع التي تتجاوز ما هو أبعد من مجرد مكافأة مالية، فقد يتضمن ذلك ساعات العمل المرن ، والعمل من المنزل، ودعم التخصص، ودراسة فرص عمل الموظفين أو أقربائهم في بلدهم الأصلي أو في الخارج، وكذلك توظيفاً مفصلا وأكثر وضوحاً، وتغيير العمليات أيضاً.

قد يستغل ممارسو العلاقات العامة، عبر أقنية التواصل الداخلية، الفرصة للإخبار عن مناخ الشركة اللطيف، وإمكانيات النمو المهني المرتكزة على الجهد والموهبة. ويمكنهم استخدام أقنية التواصل الداخلية كذلك لنشر الروايات الشخصية، أو إدلاء الشهادات، وبناء شخصيات جديرة بالملاحظة أيضاً، حيث يمكنهم، بهذه الطريقة، تشجيع حس الانتماء والشعور بالفخر بكونهم أعضاء في الشركة. علاوة على ذلك، قد يستطيع ممارسو العلاقات العامة التأكيد على هدف الشركة في إطار اجتماعي يمكن مشاركته، وتثبيته، واحتوائه من قبل الأفراد كافة.

إن السياسة الملائمة للتواصل الداخلي التي تشترك مع الفوائد والأحوال التي ذكرت سابقاً، قد يكون لها أثراً إيجابياً على أداء وتطور العمال. وتظهر النتيجة المثالية في أنهم لن يشعروا بالرضا عن رواتبهم وأداء واجباتهم فقط، وإنما سيشعرون أيضا بالرضا عن المناخ والثقافة والرسائل ورموز الهوية والهدف من الشركة.

تفاصيل المؤلف

الدكتورة اميبل سانتشيز  رئيسة ايبرا لعام 2015. وهي عضو في ايبرا منذ ثمان سنوات وقد كانت العضو الممثل لمنظمة أمريكا اللاتينية منذ عام 2010.

حاليا، تشغل الدكتورة سانتشيز منصب مدير معهد البحوث التابع للمدرسة المهنية لعلوم التواصل في يونيفيرزيداد دي سان مارتين دي بوريس أون ليما، بيرو. تحمل درجة الدكتوراه والماجستير في التواصل والعلاقات العامة. تركز في منشوراتها على تطور العلاقات العامة في البيرو في كلا السياقين الأكاديمي والمهني. ومثلت عضويتها في لجنة التحكيم، لدى عدة جمعيات محلية وأجنبية، جزءاً من مساهمتها في تطوير العلاقات العامة والتواصل. تعتقد الدكتورة سانتشيز بأن العلاقة الأقرب بين عالم الأعمال والمجتمع الأكاديمي أمر ضروري في تبادل المعرفة وتحسين المجتمع.

إعادة توجيه الرسائل، المنشورات والتعليقات:

نحن حريصون على أن تكون مقالات جمعية العلاقات العامة الدولية لقيادة الفكر محفزة للنقاش. مع أخذ هذا الهدف بعين الاعتبار، نحن أيضاً نشجع القراء ليشاركوا ويساعدوا في هذه النقاشات.

من فضلك أرسل روابط المقالة لأسماء زملائك الموجودة لديك في قائمة الاتصال، انشرها على المدونات، والمواقع، ومواقع التواصل الاجتماعي، وأهم من ذلك تفضل بإعطائنا رأيك عبر المنتديات، مثل مجموعة لينكدين لجمعية العلاقات العامة الدولية. تنشر مقالة جديدة لمعهد التعليم والتعلم على موقع جمعية العلاقات العامة الدولية كل أسبوع. يجب أن يرسل المساهمون المحتملون، لمقالة جمعية العلاقات العامة الدولية، ملخص قصير لرئيس تحرير جمعية العلاقات العامة الدولية روب غري على الايميل thoughtleadershipcontent@gmail. com

حذير واجب : لا يجوز نشر من هذا المقال أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع أو نقله على أي نحو، أو بأي طريقة كانت (إلكترونية أو ميكانيكية) أو خلاف ذلك،دون الحصول على إذن مسبق ومن ثم ذكر المصدر بشكل واضح ودقيق. تحت طائلة المسائلة القانونية.

يرجى التواصل لطلب إذن الاستخدام : info@ipra-ar.org

 ترجمة: محمد شبيب

 

تابعنا :