التّقدّم على حساب الوصول إلى الكمال: لماذا نحتاج إلى العمل من أجل إحداث تغييرٍ إيجابيٍّ في عام 2024



قطعت شركة مارس الصّلة بين نمو أعمالها التّجاريّة ونمو بصمتها الكربونيّة. بقلم أندي فارو Andy Pharoah

 

قام فورست مارس الأب بصياغة رسالةٍ تحت عنوان "هدف الشّركة"، حيث ركّز في رسالته الّتي قدّمها إلى شركة مارس على تبادل الخدمات والمنافع لقائمةٍ من الجّماهير الّتي يمكن أن نطلق عليها الآن اسم أصحاب المصلحة. وشملت هذه القائمة المستهلكين والعملاء والموظّفين والحكومات والموردين والمساهمين وحتّى المنافسين. كان ذلك في عام 1947 - أي منذ ما يقرب من ثمانين عاماً.

ونتيجةً لهذا الأساس المستبصر، ركّزت مارس على تلبية التّوقّع المجتمعيّ الّذي ينصّ على ضرورة أن تحقّق الشّركات ما هو أكثر من النّجاح المالي وأن يكون لديها مقياسٌ واسعٌ للنّجاح. صحيحٌ أنّنا لا نقوم بذلك على أكمل وجه، ولكن هذا هو هدفنا دائماً وهو ما يتناسب إلى حدٍّ كبيرٍ مع المواقف الحاليّة.

فعلى سبيل المثال، وجد استطلاعٌ أجرته شركة إبسوس مؤخّراً بتكليفٍ من الشّركة أنّ 69% في المتوسّط من البالغين في أكبر سبعة اقتصاداتٍ في العالم يعتقدون أنّ تركيز الشّركات على معالجة تغيّر المناخ يجب أن يكون مساوياً أو أكبر من معالجة التّحدّيات الاقتصاديّة. وهذا يمثّل بالنّسبة للكثيرين تغييراً في التّفكير نحو نموذج أعمالٍ تتكامل فيه الإجراءات الإيجابيّة مع النّمو بدلاً من أن تؤثّر عليه.

وبصفتنا متخصّصين في شؤون الشّركات، تقع على عاتقنا جزئيّاً مسؤوليّة تحديد ما يبدو عليه هذا الأمر بالنّسبة لشركاتنا وأصحاب المصلحة، وذلك لضمان عدم وضع أهدافٍ غير منطقيّة. ويشير تقريرٌ حديثٌ للأمم المتّحدة إلى وجوب خفض الانبعاثات المتوقّعة لعام 2030 بما لا يقلّ عن 28-42% مقارنةً بسيناريوهات السّياسة الحاليّة للوصول إلى أهداف اتفاقيّة باريس للحدّ من الاحتباس الحراريّ إلى درجتين مئويّتين و1.5 درجة مئويّة على التّوالي. وهذا يوضّح مدى أهمّية أن تتّخذ الشّركات خطواتً متسارعةً وقابلةً للتّحقيق نحو الحياد الكربوني.

ولتحقيق ذلك، تحتاج الشّركات إلى تحوّلٍ في العقليّة  يكون فيه النّجاح هو تعريف التّقدّم بدلاً من الأهداف السّامية الّتي تحدث في المستقبل البعيد. حيث تستند أعمالنا في شركة مارس على التّقدّم الهادف والقابل للقياس وإجراء الأعمال بطريقةٍ يكون لها تأثيراً إيجابيّاً على النّاس والكوكب دون المساس بالأداء المالي السّليم.

 

تنمية أعمالنا بالتّزامن مع الحدّ من الانبعاثات

يأتي الحدّ من انبعاثات الكربون في طليعة استراتيجيّتنا للاستدامة الّتي تهدف إلى تحقيق أهدافنا، ممّا يعكس الحاجة الملحّة للشّركات لاتّخاذ إجراءاتٍ حاسمةٍ ضدّ تغيّر المناخ. إذ تندرج أكثر من 90% من انبعاثات الكربون الّتي نتحمّلها ضمن النّطاق الثّالث، حيث تتركّز أكبر كمّيةٍ من الانبعاثات في تغيّر الزّراعة واستخدام الأراضي.

ونحن نُخضِع أنفسنا للمساءلة من خلال تقديم خارطة طريق مارس نت زيرو الّتي تحدّد مساراً واضحاً للوفاء بوعودنا بنجاح. وقد تمّ نشر خطّة العمل المعلنة هذه لتسريع العمل نحو تحقيق صافي انبعاثاتٍ صفريّةٍ بحلول عام 2050، بما في ذلك تحقيق هدفٍ جديدٍ لخفض الانبعاثات إلى النّصف بحلول عام 2030، مقارنةً بخط الأساس من عام 2015، عبر جميع النّطاقات الثّلاثة لسلسلة القيمة.

لقد قطعنا الصّلة بين نمو أعمالنا ونمو بصمتنا الكربونيّة.  وأصبحت انبعاثات الغازات الدّفيئة لدينا الآن أقل بكثير من خط الأساس لعام 2015 مع أعمالنا الّتي أصبحت أكبر بنسبة 60%. ولدينا التزامٌ قويٌّ بتشكيل مستقبلٍ مستدام - مستقبلٍ يتعايش فيه النّمو المسؤول لأعمالنا مع تقليص بصمتنا البيئيّة.

 

العمل بما يتجاوز الأقوال

إنّ استثمار الوقت والمال في العمل الإيجابيّ لا يعني مقايضة نمو الأعمال. فنحن في شركة مارس ننظر إلى القرارات من منظور إحداث التّغيير على مدى أجيال، وليس ما يمكن تحقيقه في الرّبع التّالي. وهذا هو السّبب في أنّ خطّتنا الماليّة الحاليّة الّتي تمتدّ لثلاث سنوات تتضمّن استثمار مليار دولار (حوالي ثلاثة دولارات للشّخص الواحد في الولايات المتّحدة) لإنشاء سلسلة قيمةٍ منخفضة الكربون في جميع أعمالنا.

فعلى سبيل المثال، بدأنا مؤخّراً شراكةً مع الصّندوق العالميّ للحياة البرّية (WWF) و"فاينانس إيرث" للاستثمار في تحسين مصايد الأسماك. ويمثّل إطلاق مشروع تحسين مصايد الأسماك متعدّدة الأنواع في تشيلي (FIP) باكورة هذه الشّراكة، بعد التزامنا في عام 2023 باستثمار مليون دولار على مدى خمس سنوات في صندوق تحسين مصايد الأسماك. سيجعل هذا التّعاون شركة مارس والصّندوق العالمي للطّبيعة يعملان معاً لدفع عجلة التّحسين في الممارسات البيئيّة والاجتماعيّة في صناعة صيد الأسماك. وسيساعد في الوقت نفسه على تعزيز التنوّع البيولوجي وحماية الأنواع المهدّدة بالانقراض في محيطات العالم.

لقد كان النّمو المسؤول وتشكيل الأعمال في صميم هويّة شركتنا طوال تاريخنا الممتدّ لمئة وعشرة أعوام، ولا تزال هذه القيمة تمثّل أولويّتنا الرّئيسيّة الّتي تقود استراتيجيّتنا وعمليّة صنع القرار اليوم.

 

وانطلاقاً من معتقدات فورست مارس الأوّلية لأهداف شركتنا والمعزّزة بمبادئنا الخمسة - الجّودة، والمسؤوليّة، والمشاركة والكفاءة والحرّية - نؤمن بأنّ نجاحنا يتحقّق بطرقٍ عديدةٍ تتجاوز أرباحنا النّهائيّة. ونعلم أنّنا لا نملك جميع الإجابات، ولكنّنا ندرك أنّه من خلال تركيز استراتيجيّة أعمالنا على النّمو المسؤول، سنتّخذ خياراتٍ تساعدنا على تحقيق النّتائج دون المساومة على العالم الّذي نريده في الغد.

 

المؤلّف آندي فارو Andy Pharoah

انضمّ أندي فارو إلى شركة مارس في عام 2008، وهو يشغل منصب نائب الرّئيس لشؤون الشّركة والاستدامة. ومن خلال منصبه، يتولّى فاروا قيادة الاتّصالات والعلاقات الحكوميّة ومشاركة أصحاب المصلحة والعلامة التّجاريّة للشّركة.

 

https://www.ipra.org/news/itle/itl-582-progress-over-perfection-why-action-is-needed-to-drive-positive-change-in-2024/

 

ترجمة وتدقيق صَبَا إبراهيم سعيد

 

تحذير واجب.

 
لا يحق نشر أي جزء من منشورات ميديا & PR، أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع، أو نقله على أي نحو، سواء إلكترونياً أو ميكانيكياً أو خلاف ذلك دون الاشارة الى المصدر، تحت طائلة المساءلة القانونية
 

يرجى التواصل لطلب إذن الاستخدام:

info@ipra-ar.org

 


تابعنا :