نعم من نوعٍ آخر. سدّ الفجوة بين الأجيال من خلال الحوار



 

يجب أن تتجاهل العلامات التّجاريّة القوالب النّمطيّة في سعيها لفهم الدّافع الّذي يحفز الجّيلZ  بقلم مارينا بولانكا Marina Bolanča

 

 

"الجّيل زِي Z، والمعروف بالعاميّة باسم زومِرز Zoomers، هو المجموعة الدّيموغرافيّة الّتي تلي جيل الألفيّة، والجّيل الّذي يسبِقه هو جيل Alpha. يستخدم الباحثون ووسائل الإعلام الشّعبيّة الفترة من منتصف إلى أواخر التّسعينيّات كبدايةٍ لسنوات الميلاد لهذا الجّيل، وأوائل عام 2010 كسنوات ميلادٍ نهائيّةٍ له."

إنّ المبدأ الأساسي للتّفاهم المتبادل هو أن تبدأ بنفسك وتتحمل نصيبك من المسؤوليّة. هناك دائماً الكثير من التّعليقات حول الجّيل Z أو جيل الزّومرز، ولكن لكي نكون منصفين، نحن من ربّينا هذا الجّيل.

إنهم أطفالنا ونحن من علّمناهم من خلال الكلمات، وكلك من خلال الأفعال. علّمناهم أن يكونوا على ما هم عليه. لقد أعطيناهم القيم الّتي يجب أن يتبنّوها، والآن بعد أن تمسّكوا بها، أصبح سوق العمل في حالة من الغضب الشّديد حيالها. من هو المحق هنا، هم أم نحن؟ ربّما هم ببساطة يطالبون بالتّغييرات الّتي لم نمتلك الشّجاعة ولا الفرصة لتحقيقها. ولن نتمكّن من تحقيق أيّ شيء عندما نزيد من تعميق وترسيخ الفجوة بين الأجيال.

ما يختلف حاليّاً هو إمكانيّة التّواصل - وبشكلٍ أكثر دقّة التّواصل المباشر عبر القنوات الرّقميّة مع عدد كبيرٍ من الأشخاص الّذين يشاطرونك نفس التّفكير. ثمّ هناك أيضاً وجهات النّظر والمواقف الواضحة الّتي يتواصل بها جيل Z، والّذي يقدّم بعض السّلوكيات الجّديدة لجمهور كبير. وكلّ ما هو جديد ومختلف يكون مربكًا في البداية؛ فالنّاس يقاومون التّغييرات في بادئ الأمر لكنّهم يصلون بعد ذلك إلى مرحلة يبذلون فيها قصارى جهدهم لفهم بعضهم البعض.

قرّرت Abeceda Komunikacije، وهي وكالة علاقات عامّة أوروبيّة، أن تتحمّل مسؤوليّة التّواصل النّاقص والعمل بجدّيّةٍ وفاعليّة لتقليل الفجوة بين الأجيال، وتحسين التّفاهم المتبادل، وتعليم مهارات الاستماع لكلا الطّرفين، وفتح الحوار. وبناءً على ذلك، أطلقنا منصّة التّواصل غير المفلترة 20/40. إذ تُستخدم المنصّة في الوقت الحالي في أنشطة داخليّة مختلفة لعددٍ من العملاء؛ إلا أنّها ستصبح عامّة قريباً حيث سيتمّ نشر بعض القضايا العالميّة في الحيّز العام.

 

قبول وجهات نظر جديدة وتغيير العادات القديمة

تتمثّل مهمة المشروع في فتح الحوار، وبدء المحادثة، وخلق جوٍّ من التّفاهم الّذي يتقبّل وجهات النّظر الجّديدة والسّلوكيات الجّديدة. ببساطة، نحن جميعاً في عالم الشّركات معتادون على نوع معيّن من السّلوكيات ولكن من الّذي يقول أنّ هذه هي الطّريقة الوحيدة الصّحيحة للتّصرف وأنّ العادات لا تحتاج إلى تغيير.

 

ولهذا السّبب نبدأ العمل بدراسة قضايا وصناعات محدّدة. ونقوم بإشراك جميع الأطراف في الحوار، ثمّ بعد تحديدها بوضوح والتّوصل إلى توافق في الآراء بين الأطراف، نقوم بتزويد العلامة التّجاريّة أو الشّركة بعدد من الأدوات للوصول إلى جيل Z بالطّريقة الّتي يرغبون في استهلاك المعلومات بها بالضّبط - وهذه الأدوات لها أكبر قدرٍ من الانتشار. ونحن نطبّق المبدأ نفسه عند التّخطيط لاستراتيجيّات العلامات التّجاريّة لأصحاب العمل. حيث يتمّ تصميم كلّ مشروع وفقاً لاحتياجات العلامة التّجاريّة، وما يثلج الصّدر للغاية هو رؤية التّغييرات الّتي تحدث بعد ذلك.

 

أمّا الأمر الّذي يجب أن نضعه في الاعتبار هو أنّ جيل Z هم أوّل جيل رقمي حقيقي، أي أوّل جيل ينشأ على الإنترنت السّريع والهواتف الذّكيّة والتقنيات الذّكيّة كجزء من حياته اليوميّة. والنّكت والمزاح هي الطّرق الوحيدة الّتي يتعلّمون بها كيفيّة استخدام الأقراص المدمجة أو الأقراص المرنة. والآن، تخيّل وضعاً بات فيه كلّ شيء متاحاً لك، كلّ المعلومات والمحتوى، حيث يمكنك اختيار أو تخصيص أيّ شيء تريده، وحيث تشكّل الخوارزميّات عالمك... من الصّعب جدّاً في مثل هذه البيئة أن تتوقّع أن تكون اهتمامات الجّيل Z متطابقة مع اهتمامات ورغبات الأجيال الّتي كان وصولها إلى الكثير من المعلومات محدوداً في البداية.

إذ يفكّر أبناء جيل Z على المستوى العالمي، فالعالم بالنّسبة لهم هو بالفعل قرية واحدة. وغالباً ما ننظر إلى عدم اهتمامهم من منظورٍ سلبي. ولكن لماذا لا نحاول أن نفهم ما الّذي يهتمون به حقاً، أو ما الّذي يحرّكهم ويحفّزهم؟ هل سبق لنا أن سألناهم عن ذلك دون أن نتعالى عليهم أو ننظر إليهم نظرة دونيّة ونقول لهم "عندما كنّا صغاراً..."؟

 

لا تنخدع بالقوالب النّمطيّة السّطحيّة

هناك الكثير من الصّور النّمطيّة الّتي تحيط بالجّيل Z. فعلى سبيل المثال، غالباً ما نشعر أنّهم يتسكّعون باستمرار على وسائل التّواصل الاجتماعي، ولا يثقون إلّا في العديد من المؤثّرين هناك. لن تصدّق هذا، لكنّ العديد من الدّراسات تدحض هذا الاعتقاد. حيث يكشف بحث جديد حول عادات جيل Zers من شركة Edelman أنّ 88% منهم يثقون في آبائهم وأساتذتهم أكثر من غيرهم. ومع ذلك، هذا لا يعني أنّهم ليسوا باحثين رائعين بحدّ ذاتهم. فهم على اطّلاعٍ جيّد للغاية وتعتمد عاداتهم الاستهلاكيّة بشكلٍ كبير على ما إذا كانوا يتشاركون نفس القيم مع العلامات التّجاريّة الّتي يستخدمون منتجاتها أو خدماتها.

وإذا كانت العلامات التّجاريّة ترغب في كسب ثقة الجّيل Zers، فعليها أوّلاً وقبل كلّ شيء أن تكون أصيلة بنسبة 100%. فعلى سبيل المثال، إذا كانت العلامة التّجاريّة تضع الاستدامة كأحد أهم أهدافها التّجاريّة، فلا بديل عن ذلك ولا يمكن أن يكون الهدف المعني بالاسم فقط. إذ يجب أن تتماشى الممارسات التّجاريّة للعلامة التّجاريّة، وأنشطتها في المجتمع، وكل ما تقوم به والطّريقة الّتي تقوم بها مع أسلوب حياة مستدام. ويقع على عاتق كلّ علامةٍ تجاريّة وشركة تحديد هدفها في المجتمع بصدق وأن تعيش هذا الهدف. وبهذه الطّريقة لن يكون لديهم أي مشاكل في أن يكونوا صادقين.

وفي هذه الأيّام، لا توجد صناعة لا تجد الجّيل Z مهمّاً. حيث يشكّل أبناء هذا الجّيل المعنيّ بالفعل جزءاً كبيراً من القوّة الشّرائيّة نظراً لأنّهم يمثّلون 27% من القوى العاملة العالميّة. وسيظلّ تأثيرهم في ازدياد مستمر، وإذا أرادت العلامات التّجاريّة أن تظل ذات صلة بهذا الجّيل المتطلّب الّذي يعرف ما يريد، فسيتعيّن عليها إيجاد طرقها الخاصّة للتّعرف على المجموعة المستهدفة والتّواصل معها. وعليهم في البداية أن يفهموا بعضهم البعض من حيث الهدف والمعنى، وليس فقط الاكتفاء بالادّعاء بأنهم "يفهمون بعضهم البعض".

 

المؤلّفة مارينا بولانكا Marina Bolanča

هي الرّئيس التّنفيذي لشركة أبيكيدا للاتّصالات Abeceda Communications. تحمل شهادة الماجستير في الاقتصاد وتتمتّع بخبرة تزيد عن 20 عاماً في مجال الاتّصالات. متخصّصة في الاتّصال الاستراتيجي والإبداعي، وعضو في IPRA الجمعيّة الدّوليّة للعلاقات العامّة.

 

https://www.ipra.org/news/itle/itl-570-different-yes-bridging-the-generation-gap-with-open-dialogue/

 

ترجمة وتدقيق صَبَا إبراهيم سعيد

 

 

تحذير واجب.

 
لا يحق نشر أي جزء من منشورات ميديا & PR، أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع، أو نقله على أي نحو، سواء إلكترونياً أو ميكانيكياً أو خلاف ذلك دون الاشارة الى المصدر، تحت طائلة المساءلة القانونية
 

يرجى التواصل لطلب إذن الاستخدام:

info@ipra-ar.org

 

 


تابعنا :