إضفاء الطّابع الإنسانيّ على العلامات التّجاريّة بين الشّركات في اليابان: كيفيّة الاستفادة من قوّة سرد القصص في استراتيجيّات العلاقات العامّة



قم بإجراء بحثٍ مكثفٍ عن الجّمهور وتأكّد من استخدام كاتبي الإعلانات اليابانيّين ومتخصّصي وخبراء العلاقات العامّة.

بقلم روبرت هيلت Robert Heldt

 

غالباً ما تؤكّد الحكمة التّقليديّة على النّهج العقلانيّ القائم على أساس البيانات في مجال العلاقات العامّة والتّسويق بين الشّركات في سوقٍ ثريّةٍ ثقافيّاً وفريدةٍ من نوعها مثل اليابان. ومع ذلك، مع تطوّر المشهد وتغيّر توقّعات المستهلكين، هناك إدراكٌ متزايدٌ لأهميّة إضفاء الطّابع الإنسانيّ على العلامات التّجاريّة بين الشّركات من خلال فنّ سرد القصص. حيث يمكن أن تكون صياغة رواياتٍ مقنعةٍ ذات صدىً عاطفيٍّ عاملاً أساسيّاً في تغيير قواعد اللّعبة بالنّسبة لجهود العلاقات العامّة بين الشّركات، كما تتّسم العلاقات والثّقة بأهميّةٍ قصوى في بلدٍ تُعتبر فيه العلاقات والثّقة أمراً بالغ الأهميّة. وهنا نذكر بعض الطّرق الّتي يمكن لمبادرات العلاقات العامّة بين الشّركات في اليابان تحقيق نتائج مبهرةً من خلال وضع السّرد القصصيّ في مركز الصّدارة.

 

البلد الّذي تُعتبر فيه العلاقات أمراً أساسيّاً

من الأهميّة بمكان قبل استكشاف كيفيّة دمج سرد القصص في نهج العلاقات العامّة بين الشّركات أن تدرك الخصائص الفريدة للسّوق اليابانيّة. فاليابان مجتمعٌ متجذّرٌ بعمقٍ في التّقاليد والقيم الثّقافية العريقة، تُبنى فيه العلاقات على مرّ الزّمن وتُبنى الثّقة من خلال العلاقات الشّخصيّة الّتي يتمّ الحفاظ عليها بعناية. وهذا يعني أنّ عمليّات صنع القرار في الشّركات غالباً ما تعطي الأولويّة والموثوقيّة للشّراكات طويلة الأمد مقارنةً بالمكاسب قصيرة الأجل.

وعلاوةً على ذلك، يولي السّياق الثّقافي في اليابان أهميّةً كبيرةً للتّناغم والاحترام والتّعاطف. ومن المتوقّع من الشّركات المساهمة بشكلٍ إيجابيٍّ في المجتمع والالتزام بالمعايير الأخلاقيّة. وفي ظلّ هذه المعطيات، يجب على العلامات التّجاريّة بين الشّركات - لا سيّما تلك الّتي تدخل السّوق من الخارج - أن تتعامل مع هذه الفروق الثّقافيّة الدّقيقة لتوصيل عروض القيمة الخاصّة بها بشكلٍ فعّال، وبناء العلاقات الهادفة مع أصحاب المصلحة.

 

 

الاستفادة من قوّة العواطف

غالباً ما تهيمن المواصفات الفنّية وقوائم الميّزات على مناهج العلاقات العامّة بين الشّركات؛ ولهذا السّبب يمكن أن تقدّم رواية القصص نهجاً مبتكراً ومنعشاً من شأنه أن يجذب الجّماهير ويستقطبها. لأنّ لدى القصص القدرة على إثارة العواطف وتعزيز الرّوابط والتّحفيز على العمل، ويمكن أن تكون عنصراً فعّالاً في حملات العلاقات العامّة بين الشّركات.

ويصحّ هذا الأمر بشكلٍ خاصٍّ في اليابان، حيث تعتبر الرّوابط الشّخصيّة والثّقة أمراً بالغ الأهميّة. إذ يمكن للسّرد القصصيّ أن يسدّ الفجوة بين العلامات التّجاريّة وجمهورها المستهدف، كما يمكن أن يعمل كوسيلةٍ للتّغلّب على الأساليب التّقليديّة المتعارف عليها والّتي تعتمد عليها العديد من أساليب العلاقات العامّة بين الشّركات. ومن خلال صياغة القصص الّتي تتوافق مع قيم وتطلّعات الشّركات اليابانيّة، يمكن للعلامات التّجاريّة بين الشّركات إضفاء الطّابع الإنسانيّ على صورتها وإقامة علاقاتٍ طويلة الأمد.

 

صياغة قصصٍ مقنعة

يتطلّب السّرد القصصيّ الفعّال في مجال العلاقات العامّة بين الشّركات فهماً عميقاً للجّمهور المستهدف ونقاط ضعفه وتطلّعاته. لذلك من الضّروري التّأكّد من أنّك أجريت بحثاً مكثّفاً حول جمهورك لمساعدتك على إيصال رسالتك بأكبر قدرٍ من التّأثير. حيث يمكن للعلامات التّجاريّة من خلال الاستفادة من هذه الرّؤى أن تصمّم خطاباتها بطريقةٍ تتناسب مع السّوق اليابانيّة.

وقد يكون تسليط الضّوء على العنصر البشريّ الكامن وراء إبرام الصّفقات بين الشّركات من بين الأساليب الّتي يمكن أن تحقّق النّتائج المرجوّة. فبدلاً من التّركيز فقط على ميّزات المنتج، يمكن أن تتمحور القصص حول الأشخاص الّذين يبعثون الحياة في العلامة التّجاريّة، وكيف لكفاحهم وانتصاراتهم وتطلّعاتهم أن تجعل نجاح الشّركة أمراً واقعاً. فمن خلال عرض الجّانب الإنسانيّ، يمكن للعلامات التّجاريّة بناء التّعاطف وإقامة روابط أقوى مع أصحاب المصلحة.

كما أنّ هناك استراتيجيّةً فعّالةً أخرى تتمثّل في الاستفادة من قصص نجاح العملاء. من خلال مشاركة التّجارب الواقعيّة للعملاء الّذين استفادوا من حلول العلامة التّجاريّة في مناهج العلاقات العامّة، حيث يمكن للشركات الّتي تتولّى الأعمال فيما بينها إظهار قيمتها بعباراتٍ ملموسة. ويمكن أن تعمل هذه القصص كشهاداتٍ قويّةٍ تعطي وزناً لادّعاءات العلامة التّجاريّة وتمنح الثّقة للعملاء المحتملين.

 

التّواصل بلباقة

لا يمكن تجاهل الاعتبارات الثّقافيّة عند صياغة حملات العلاقات العامّة القصصيّة في اليابان. لذا، يجب أن يتماشى كلّ جانبٍ من جوانب السّرد الّذي تؤسّسه وتريد أن تنقله إلى الحياة مع القيم والمبادئ الثّقافيّة اليابانيّة.

أحد الأمثلة على ذلك هو دمج عناصر التّواضع والحياء في سردك، لأنّ الجّمهور الياباني يقدّر التّواضع كفضيلة. وعلى نفس المنوال، يمكن للتّركيز على النّجاحات الجّماعيّة الّتي تحقّقت من خلال التّعاون والشّراكة أن يجذب اهتمام اليابانيّين الّذين يرغبون في الحفاظ على علاقاتٍ متناغمةٍ في إطارٍ جماعي.

كما أنّ الانتباه إلى الفروق اللّغوية الدّقيقة، مثل عبارات التّفخيم واللّغة المهذّبة، يمكن أن يعزّز تأثير تجربة سرد القصص. ومن خلال التّحدّث بلغة الجّمهور - سواءً كان ذلك مجازيّاً أو حرفيّاً - يمكن للعلامات التّجاريّة بين الشّركات أن تؤسّس العلاقات والمصداقيّة. وهذا هو أحد الأسباب الّتي تجعلك تتأكّد من استخدام كاتبي الإعلانات اليابانيّين ومتخصّصي العلاقات العامّة. ولطالما كان الاعتماد على التّرجمة الآليّة سبباً في سقوط العديد من العلامات التّجاريّة الأجنبيّة الّتي حاولت دخول السّوق اليابانيّة.

 

الاستفادة القصوى من القنوات المتعدّدة

يجب أن تستفيد العلامات التّجاريّة من مزيجٍ من القنوات التّقليديّة والرّقميّة لتحقيق أقصى قدرٍ من التّأثير في سرد القصص في مجال العلاقات العامّة بين الشّركات. وتبقى وسائل الإعلام التّقليديّة مثل المنشورات التّجاريّة والمؤتمرات الصّناعيّة ذات أهميّة، خاصّةً في اليابان، حيث لا تزال المطبوعات تتمتّع بنفوذٍ قويٍّ في سوق الإعلام. ومع ذلك، توفّر المنصّات الرّقميّة فرصاً غير مسبوقةٍ لسرد القصص.

حيث توفّر منصّات وسائل التّواصل الاجتماعي، على وجه الخصوص، وسيلةً متعدّدة الاستخدامات لمشاركة القصص والتّفاعل مع الجّماهير في الوقت الفعلي. لكن تختلف منصّات التّواصل الاجتماعيّ الّتي تستخدمها الشّركات في اليابان عن تلك الموجودة في الخارج. على سبيل المثال، فيسبوك هو المنصّة المفضّلة للتّواصل بين الشّركات هنا بدلاً من لينكد إن. ويمكن أن تستفيد مناهج العلاقات العامّة أيضاً من إنشاء محتوىً مرئيٍّ مقنع، مثل مقاطع الفيديو والرّسوم البيانيّة، لتكثيف جهودهم في سرد القصص وإعطائها تأثيراً أكبر.

 

فهم وقياس النّجاح وتكراره بسرعة

يُعدّ قياس نجاح حملات سرد القصص أمراً ضروريّاً لتحسين الاستراتيجيّات وتحسين النّتائج، شأنه شأن أيّ مبادرة علاقاتٍ عامّة. إذ يمكن أن توفّر مؤشّرات الأداء الرّئيسيّة مثل الوعي بالعلامة التّجاريّة ومقاييس المشاركة واستقطاب العملاء المحتملين رؤىً قيّمةً حول فعّاليّة جهود سرد القصص. كذلك ستستفيد استراتيجيّة العلاقات العامّة الفعّالة من المحتوى المدفوع والمكتسب والمشترك والمملوك، وتربط بين النّشرات الصّحفيّة والتّواصل مع وسائل الإعلام بطريقةٍ تسخّر هذه الاستراتيجيّات.

ومن خلال تحليل هذه البيانات بعنايةٍ والاستماع إلى التّعليقات الواردة من أصحاب المصلحة، يمكن للعلامات التّجاريّة بين الشّركات تحديد مجالات التّحسين بفعّاليّةٍ واستخدامها لتحسين استراتيجيّات سرد القصص. يعدّ هذا النّهج المستمر، والاستفادة من الرّؤى المستندة إلى البيانات، أمراً بالغ الأهميّة للمحافظة على استمراريّة مواكبة الاحتياجات المتطوّرة للسّوق اليابانيّة.

 

سرد حكايتك

إنّ إضفاء الطّابع الإنسانيّ على العلامات التّجاريّة بين الشّركات من خلال قوّة سرد القصص هو نهجٌ يوفّر إمكاناتً هائلةً لنجاح العلاقات العامّة في اليابان. إنّها طريقةٌ للعلامات التّجاريّة بين الشّركات لبناء الثّقة، وتعزيز الرّوابط، وتمييز نفسها في مشهد سوقٍ تنافسي.

ولكن من الضّروريّ أن تكون على درايةٍ بالخصائص الثّقافيّة الخاصّة جدّاً للسّوق اليابانيّة. لذا فإنّ الاستخدام النّاجح للقنوات المتعدّدة، التّقليديّة والرّقميّة على حدٍّ سواء، يحتاج إلى تضمين الوعي الثّقافي بشكلٍ مدروس.

ويمكن أن تكون صياغة السّرد من خلال نهج العلاقات العامّة أداةً قويّةً لبناء علاقاتٍ دائمة، ودفع عجلة نجاح الأعمال في السّوق اليابانيّة. إنّها طريقةٌ للتّميّز عن الآخرين ولرسم طريق النّجاح الّذي يمكن أن يتكيّف مع العصر.

 

 

المؤلّف روبرت هيلت Robert Heldt

روبرت هيلدت هو الرّئيس التّنفيذي والمؤسّس المشارك لشركة Custom Media ومقرّها طوكيو، وهي وكالة اتّصالاتٍ حائزةٌ على عدّة جوائز تساعد العلامات التّجاريّة بين الشّركات على الدّخول والتّوسّع في اليابان من خلال قوّة سرد القصص.

 

https://www.ipra.org/news/itle/itl-571-humanizing-b2b-brands-in-japan-how-to-leverage-the-power-of-storytelling-in-pr-strategies/

 

ترجمة وتدقيق صَبَا إبراهيم سعيد

 

تحذير واجب.

 
لا يحق نشر أي جزء من منشورات ميديا & PR، أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع، أو نقله على أي نحو، سواء إلكترونياً أو ميكانيكياً أو خلاف ذلك دون الاشارة الى المصدر، تحت طائلة المساءلة القانونية
 

يرجى التواصل لطلب إذن الاستخدام:

info@ipra-ar.org

 


تابعنا :