تحوّل توجّهات الاتصالات في الشرق الأوسط وخارجه
تحوّل توجّهات الاتصالات في الشرق الأوسط وخارجه
تتبدل ساحة الاتصالات بسرعة ليس لها مثيل، مانحةً ممارسي العلاقات العامة التحديات والفرص.
بقلم: تارا روجرز
يستحق الأمر النظر في بعض اتجاهات تحول الاتصالات، ليس في الشرق الأوسط وحده وإنّما في جميع أنحاء العالم، وذلك في وقت التغيير العميق في صناعة العلاقات العامة - من قنوات جديدة للاتصال إلى تكنولوجيا جديدة وتغيرات اجتماعية متنامية.
المدونات الالكترونية الكبيرة:
لم يكسب نجوم المدوّنات الإلكترونية ومدونات الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي خمس عشرة دقيقة فقط من الشهرة الموجودة في كل مكان، إلا أن العديد منهم الآن يكسب دخلاً ثابتاً من العلامات التجارية الراغبة في الاستفادة من نفوذهم مع جمهور مستهدف معين. ويعني هذا من ناحية العلاقات العامة أنهم كسبوا أيضاً مراكز في قاعدة بياناتنا الإعلامية، وهم بحاجة لأن يتم الاعتراف بهم وإدراجهم ضمن هذه البيانات وتنشئتهم كما هي الحال بالنسبة لأسماء أجهزة الإعلام السائدة.
استغلال التكنولوجيا:
تعد التكنولوجيا التي تمكّن من كل شيء، عنصراً أساسياً في الوجه المتغير للعلاقات العامة اليوم وذلك بدءاً من النهج الأكثر استهدافاً للصحفيين وصولاً إلى مزيد من الدّقة في رصد أثر الحملات واستخدام البيانات الكبيرة في الإعلام عن الأفكار وإثبات صحتها. فمن الضرورة تعديل عرض المحتوى في أيامنا هذه لقنوات تشمل الأجهزة المحمولة ومواقع وسائل التواصل الاجتماعي. كما يتم استخدام التكنولوجيا لابتداع الأخبار أيضاً – سواء عقد المؤتمرات الصحفية الافتراضية أو استخدام التكنولوجيا الحيوية لقياس رد فعل ومشاركة الجمهور في إطلاق حدث ما.
وسائل الإعلام المدفوعة والمكتسبة:
تُطل على وسائل الإعلام الديناميكي المدفوع والمكتسب حقبة جديدة تتجاوز المدونين وأصحاب النفوذ ووسائل التواصل الاجتماعي. فقد بدأت المجموعات الإعلامية في دول كالولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة فرض رسوم على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي وعلى استضافة فيديوهات العلامات التجارية على سبيل المثال. كما أن هناك مطبوعات في الشرق الأوسط بدأت بفرض رسوم لتوفير تغطية للأحداث. فهل هذا حقاً إشارة إلى انتهاء وسائل الإعلام "المكتسب"؟
المحتوى هو المفتاح:
لم تعد وسائل الإعلام تنقل الخبر بوسيلة واحدة، فهي قد تستخدم التغريد والإينستاجرام والفيسبوك والتدوين وتصوغ مقالاً للطباعة، وجميعها لخبر أو حدث واحد. وتحتاج وكالات العلاقات العامة مع هذا النهج المتعدد الأبعاد إلى ضمان محتوى متاح لكل جانب، من صور وفيديوهات ومقاطع صوتية ورسوم بيانية ومقالات افتتاحية. بحيث يقود هذا التقارب إضافة مهارة جديدة إلى فِرَق العلاقات العامة من مدراء المجتمع والمصممين والمنتجين والخبراء الاستراتيجيين لوسائل التواصل الاجتماعي، وتوسيع الخدمات كنظام لإرسال البيانات الرقمية والسماح بعرضها على وحدة عرض مرئي.
تسليم التفاصيل:
مع بداية سرد القصص في وقت يسبق بكثير الوقت الذي يتلقى فيه الصحفيون الرزمة الصحفية في حدث إعلامي ما (خاصةً في أسلوب حياة المستهلك الفاخرة/ مساحة البيع بالمفرق)، ستنمو فقط الفرصة للوكالات الاختصاصية التي تعرض إنجازاً مبدعاً ومتقن.
كما توفر تجارب العلامات التجارية الناجحة والفعاليات التي تنطوي على رحلة بصرية مع الاهتمام بالتفاصيل المطبّقة على كل نقطة اتصال، الفرص لإدراجها في ريبورتاج إعلامي متعدد المستويات. وإلى ما هو أبعد من الفعاليّات، ستحتاج الوكالات إلى تطوير مستوى جديد من القدرة، وذلك بإنتاج محتوى سريع وديناميكي ومبدع وفريد من نوعه خاصة للمدونين ولاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وسائل الإعلام القديمة والحيل الجديدة:
الاعتقاد بأن وسائل الإعلام القديمة كالطباعة والتلفاز والراديو تواجه خطر الموت ليس بصحيح. فالطريقة التي يتم تقديمها فيها هي ما أبقاها على قيد الحياة. وفي الوقت الذي بدأت وسائل الإعلام المطبوعة وخاصة الصحف ومجلات الاهتمام العام تفقد جمهور القرّاء الذين تحوّلوا إلى قاعدتها في الإنترنت، بدأت المجلات المتخصصة تزدهر في أجزاء كثيرة من العالم وعبر جميع القطاعات تقريباً: من التجارة إلى تربية النحل ومن السيارات إلى السلع الإلكترونية الاستهلاكية ومن الفلسفة إلى الموضة. غير أن الإذاعة تبقى وسيلة مؤثّرة في جميع أنحاء العالم، وحتى شركات التكنولوجيا تنضم إلى الفريق الرابح، كشركة آبّل على سبيل المثال. وبينما يستمر التلفاز في جذب بلايين المشاهدين على مستوى العالم، إلا أنهم يشاهدونه في وقتهم الخاص باستخدام تقنية تدفق المعلومات -وهي التقنية القادرة على تشغيل مواد الوسائط المتعددة كالصوت والفيديو أثناء عملية استحضارها وتحميلها من خلال الإنترنت- على أجهزتهم الخاصة كالجوال والكمبيوتر المحمول والتابيلت بدلاً من جهاز التلفاز.
تقدّم هذه الاتجاهات المتنامية فرصة كبيرة لصناعة الاتصالات في تطوير مجرى عائدات جديد ومزيداً من فرص العمل وغيرها من الفرص لإدراجها في المزيج التسويقي. وخلاصة القول أن تأثير العلاقات العامة ومستقبلها لم يبد مطلقاً أكثر وردية مما هو عليه الآن.
ترجمة: غيدا سعيد
تحذير واجب: لا يجوز نشر من هذا المقال أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع أو نقله على أي نحو، أو بأي طريقة كانت (إلكترونية أو ميكانيكية) أو خلاف ذلك،دون ذكر المصدر بشكل واضح ودقيق. تحت طائلة المساءلة القانونية.
يرجى التواصل لطلب إذن الاستخدام :info@ipra-ar.org
مرحبا بك في IPRA
آخر المقالات:
الاتّصالات المتعلّقة بتغيّر المناخ: اتّجاهات من ثلاث سنوات من المرشّحين النّهائيّين للجّائزة العالميّة الذّهبية للجّمعية الدّوليّة للعلاقات العامّة IPRA
كيف يتمّ تحديد الفائز؟ تمّ تقديم فئة التّغيّر المناخيّ في عام 2022، وهي الفئة الذّهبيّة لجوائز IPRA العالميّة لتغيّر المناخ، والّتي تسلّط الضّوء على دور العلاقات العامّة في معالجة أزمة المناخ.
بقلم دانيال سيلبرهورن Daniel Silberhorn
إضفاء الطّابع الإنساني على الذّكاء الاصطناعي: مشاركة الناس في جوهر الحوار
يمكن لمحترفي العلاقات العامّة سدّ الفجوة بين التّكنولوجيا والبشريّة - وعلينا أن نفكّر في الذّكاء الاصطناعيّ بوصفه "تفسيراً اصطناعيّاً".
بقلم روجر هورني Roger Hurni
طريق قيّمٌ ذو اتّجاهين: إطلاق العنان لقوّة التّوجيه في العلاقات العامّة والاتّصالات العالميّة
أصبح التّوجيه أكثر أهمّيةًًً من ذي قبل، وينبغي على أعضاء الجمعيّة الدّوليّة للعلاقات العامّة IPRA الالتزام به مدى الحياة.
بقلم فيليب تيت Philip Tate
آخر الأخبار :
-
الاتّصالات المتعلّقة بتغيّر المناخ: اتّجاهات من ثلاث سنوات من المرشّحين النّهائيّين للجّائزة العالميّة الذّهبية للجّمعية الدّوليّة للعلاقات العامّة IPRA
كيف يتمّ تحديد الفائز؟ تمّ تقديم فئة التّغيّر المناخيّ في عام 2022، وهي الفئة الذّهبيّة لجوائز IPRA العالميّة لتغيّر المناخ، والّتي تسلّط الضّوء على دور العلاقات العامّة في معالجة أزمة المناخ.
بقلم دانيال سيلبرهورن Daniel Silberhorn
-
إضفاء الطّابع الإنساني على الذّكاء الاصطناعي: مشاركة الناس في جوهر الحوار
يمكن لمحترفي العلاقات العامّة سدّ الفجوة بين التّكنولوجيا والبشريّة - وعلينا أن نفكّر في الذّكاء الاصطناعيّ بوصفه "تفسيراً اصطناعيّاً".
بقلم روجر هورني Roger Hurni
-
طريق قيّمٌ ذو اتّجاهين: إطلاق العنان لقوّة التّوجيه في العلاقات العامّة والاتّصالات العالميّة
أصبح التّوجيه أكثر أهمّيةًًً من ذي قبل، وينبغي على أعضاء الجمعيّة الدّوليّة للعلاقات العامّة IPRA الالتزام به مدى الحياة.
بقلم فيليب تيت Philip Tate